كتب: محمد العقبى
يُصادِفُ اليَوْم العَالَمِيّ لِلطَبِيبِ البَيْطَرِيِّ آخِر يَوْم سَبْت مِنْ شَهْرِ أَبريل مِنْ كُلِّ عَامٍ .
30بريل 2016
نَحْوَ مَنْظُورٍ جَدِيدٍ لِلعَلاقَةِ بَيْنَ الإِنْسَانِ والحَيَوان ………
الطَبِيبُ البَيْطَرِيِّ هَمْزَةُ المَحَبَّةِ والتَواصُلِ بَيْنَ عَالَمِ الإِنْسَانِ وعَالَمِ الحَيَوانِ .
” الطُّبُّ البَيْطَرِيِّ ” قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مِهْنَة إِنَّما هو فِعْلُ مَحَبَّة وعَطاء : لِلطَبِيعَةِ ، لِلحَياةِ ولِكُلِّ الكَائِناتِ قَاطِبَةً وعلى وَجْهِ الخُصُوصِ الحَيَوان وبِالتَالِي لِلأَرْضِ ولِلكَوْنِ ، فالإِنْسَان في هذهِ المِهْنَة يَتَقَلَّصُ عَن انَانِيَتِهِ وتَكَبُّرِهِ البَشَرِيّ لِيَنْظُرَ بِتَواضُعٍ الكَائِنات الأُخْرَى المُخْتَلِفَة عَنْهُ وبِرُؤْيَةٍ عَادِلَةٍ مُنْصِفَةٍ خَالِصَةٍ عَن الاحْتِقار ، ويَمُدُّ يَدَ العَوْنِ لَها في عَالَمِها المُخْتَلِف عَن عَالَمِ الإِنْسَان ، وهذا مالاتُتِيحَهُ بَعْضُ المِهْنِ الأُخْرَى ، فالطَبِيبُ البَيْطَرِيِّ بِحُكْمِ طَبِيعَةِ عَمَلِهِ واسْتِعْدادِهِ الدَاخِليّ يَكُونُ في تَمَاسٍ مُبَاشِرٍ مَعَ كَائِناتٍ مُخْتَلِفَة عَنْهُ لَكِنَّها تَشْتَرِكُ مَعَهُ في العَيْشِ على هذا الكَوْكَبِ ، الطُّبُّ البَيْطَرِيِّ مِهْنَةٌ تَلِيقُ بِذَوِي القُلُوبِ الرَفِيعَةِ والعُقُولِ النَاضِجَةِ بِالمَحَبَّةِ لِلكَائِناتِ مِمَّنْ تُقَاسِمنا الكَوْكَب ، هذهِ الفُسْحَة الخَصِبَةِ تَشِي إِنَّ الطَبِيبَ البَيْطَرِيِّ يَسْتَحِقُ إِكْراماً لِمَجْهُوداتِهِ ومَايَبْذُلَهُ أَنْ يُحْتَفَلَ بِهِ في آخِرِ يَوْمِ سَبْتٍ مِنْ شَهْرِ أَبْرِيل مِنْ كُلِّ عَامٍ احْتِفالاً عَالَمِيَّاً ، لِيَكُونَ هذا اليَوْم يَوْماً نَتَعَرَّفُ فيهِ على هذا الكَائِنِ الدَؤُوبِ ، وعلى القِطَاعِ الحَيَوِيِّ والمُهِمِّ الَّذِي يَعْمَلُ فيهِ ، ونُلْقِي نَظْرَة على أَوْضاعِ هذهِ المِهْنَة حَيْثُ الوَاقِع فيها لَيْسَ بِمُسْتَوى الطُمُوح المَرْجُوِ لَها ، وأَيْضاً لِنَنْظُرَ إلى الحَيَوانِ نَظْرَةً جَدِيدَة تُساعِدُنا على فِهْمِ الحَيَاةِ بِشَكْلٍ مُخْتَلِفٍ أَكْثَر قِيمَةً ووَعْيَاً ونُضُوجاً .
وفي مِهْنَةِ الطُبِّ البَيْطَرِيّ لايُمْكِنُ الحَدِيثُ عَن الحَيَوانِ بِمِعْزَلٍ عَن الإِنْسَانِ أَوْ العَكْس ، لأَنَّ هذهِ المِهْنَة العَادِلَةِ تَجْمَعُ الإِنْسَانَ والحَيَوانَ في مَساحَةٍ صَافِيَةٍ ، وتَجْعَلُ بَيْنَهُما وشائِجَ تَواصُلٍ ، ومِنْهُما فَرِيقَاً مُتَضامِناً على سَطْحِ البَسِيطةِ .